ArchitectureNeighborhoodOther

المنزل الكويتي

ما هو البيت الكويتي؟ كيف نعرفه؟ للبدء في الإجابة عن هذا السؤال، علينا أولا أن نعرف من هو الكويتي و ما هو نمط الحياة الكويتية ومن ثم محاولة إظهار هذا في بيئة مبنية. على المنزل إيجاد توازن بين العوامل البيئية للموقع وخيارات نمط الحياة لسكانه .

بالطبع، لايوجد شخصين متطابقان، ولكن يمكننا على الأقل تحديد الاحتياجات الأساسية والطموحات والمعايير الثقافية التي تجعل من الشخص كويتي. لدينا جميعا رغبة أساسية للخصوصية الشخصية. لا أحد يريد أن يعيش في منزل هولندي حيث النشاط داخل المنزل ظاهرلجميع المارة بالشارع. لدينا جميعا رغبة في أسر متماسكة حيث وجبات الطعام الثلاثة تكون مشتركة ونمضي الوقت معا قدر الإمكان. معظم الناس يشعرون بالحاجة إلى وجود مساحة مخصصة للترفيه عن الضيوف.

مناخنا هو في الأساس جاف، شديد الحرارة في الصيف والرياح شمالية غربية. الشتاء بارد ورطب قليلا. يمكن التخفيف من الحرارة الجافة من خلال التظليل والتبريد التبخيري. الشتاء رائع و لايحتاج سوى تلاعب بسيط ليشعر بالراحة فيه.

بالأخذ بهذه القواعد الأساسية ربما نستطيع أن نفترض أننا سوف نعيش في منازل ذات فناء داخلي (حوش و ليوان) ذو إطلالة داخلية. هذا من شأنه أن يتيح أقصى قدر من الخصوصية، وخلق مناخ من شأنه أن يقلل من اكتساب المنزل الحرارة وخلق المساحات في الهواء الطلق مريحة حتى في أحر أيام الصيف. هذه هي الطريقة التي الكويتيين عاشوا تقليديا. فناء المنازل في الأحياء راسخة حيث كل وسائل الراحة وتتوفر على مسافة مشي قصيرة.

ولكن ونحن ننظر حولنا اليوم الغالبية العظمى من المنازل في الكويت هي منازل عملاقة. نحن نعيش في ثلاجات بوسط الصحراء. متى حدث هذا التغيير بطريقة التفكير و العقلية؟ لماذا نعتمد على نحو أعمى للنموذج الغربي لمنزل بمنتصف القسيمة مع نوافذ تطل بكل إتجاه؟

أنظروا حولنا في جميع المنازل في الكويت نوافذ عملاقة تواجه الشارع. تقريبا جميعهم إما مظللة بالبرادي والستائرأو ببساطة أغلقت تماما. لماذا لديهم نوافذ كبيرة جدا في المقام الأول؟ فمجرد رفعها عن مستوى العين يعني أنه يمكنك رؤية السماء، والسماح للضوء بالدخول دون السماح للناس بالنظر إلى داخل منزلك من الشارع.

لماذا الناس يشعرون كما لو كان اكبر كان أفضل, دائما؟ الغرف الضخمة للأطفال يعني أنه سيكون لديهم كل ما يحتاجونه فيها ليس فقط للنوم و الدراسة، لكن للترفيه عن أنفسهم وأصدقائهم، وأنك لن تراهم. إذا كان لنا أن نفكر في غرفة الطفل بأنه مجرد مكان للدراسة والنوم سوف نجد أننا نراهم في أكثر الأحيان. وسوف يضطرون إلى مغادرة الغرفة ليرفهون عن أنفسهم و يتعلمون  فن المحادثة بدلا من الإنحباس في غرف ضخمة فيها كل وسائل الترفية. و بهذا يمكن إستخدام المساحات لأمور أكثر أهمية، مثل منطقة مظللة في الهواء الطلق مع المساحات الخضراء وإنارة طبيعية.

اختيارات الناس لعقاراتهم مثيرة للشفقة. جميع المنازل بالطريقة نفسها، و لا تنتمي للكويت. في الأسابيع القادمة وسوف نسلط الضوء البدائل التي فعالة من حيث التكلفة وتتكيف مع المناخ وثقافتنا. لا يمكننا الاستمرار في المسار ذاته لا يمكن تحملها. علينا أن نستيقظ.

نشر في 10/7/2009

براك البابطين

Leave a Reply